Ahmed Moaz al-Khatib, qui a créé la surprise cette semaine en annonçant être prêt à entamer sous conditions un dialogue avec le régime syrien, s’est entretenu pour la première fois avec le chef de la diplomatie russe, Sergueï Lavrov. Il a également rencontré le vice-président américain, Joe Biden.
Aucune information n’a été relayée sur la teneur de ces rencontres, organisées dans les salons de l’hôtel luxueux accueillant jusqu’à dimanche la 49e Conférence sur la sécurité de Munich.
Loin des médias, MM. Biden et Lavrov se sont également vus en tête à tête, peu après avoir reconnu en public que de profondes divergences continuaient à les séparer sur les conditions de mettre fin à la guerre civile en Syrie, qui a fait plus de 60.000 morts en près de deux ans.
Lui aussi présent à Munich, le médiateur international, Lakhdar Brahimi, n’a pas caché le fait qu’aucune solution n’était actuellement en vue et que la Syrie "éclatait de plus en plus chaque jour".
Dressant le même constat, M. Biden a exprimé son souhait que la communauté internationale renforce son soutien aux adversaires du régime de Bashar al-Assad, qu’il a qualifié de "tyran déterminé à se maintenir au pouvoir" mais "plus capable de diriger la nation".
"Nous travaillons ensemble, avec nos partenaires, pour qu’elle (l’opposition) devienne plus unie, plus solidaire", a déclaré le vice-président américain, sans donner de détails.
Les pays occidentaux, Etats-Unis en tête, et certains pays arabes appellent le président Assad à céder le pouvoir.
Mais M. Lavrov a estimé que cette exigence représentait un obstacle "de premier plan" à la recherche d’une solution négociée.
Il a en revanche estimé que l’on pouvait "faire des progrès" si le Groupe d’action sur la Syrie, conduit par Lakhdar Brahimi, se réunissait à nouveau pour tenter de parvenir à des mesures de transition.
Un journal turc a rapporté samedi qu’Ankara avait récemment proposé à la Russie une nouvelle formule prévoyant le départ d’Assad au premier trimestre 2013 et le passage du pouvoir, pour une période de transition, à la Coalition nationale. Moscou aurait trouvé ces propositions "créatives", selon le journal Radikal.
Parallèlement, les craintes d’une régionalisation du conflit restent vives. Un haut responsable américain a confirmé qu’Israël a bombardé cette semaine près de Damas des missiles sol-air et un complexe militaire soupçonné d’abriter des armes chimiques, l’Etat hébreu redoutant qu’elles ne soient livrées au Hezbollah.
"Le chaos en Syrie a créé un environnement dans lequel la possibilité que ces armes traversent la frontière et tombent entre les mains du Hezbollah, est devenue plus inquiétante", a confié à l’AFP le secrétaire américain à la Défense Leon Panetta.
Damas avait accusé mercredi Israël d’avoir bombardé un centre de recherche militaire, menaçant de représailles, mais l’Etat hébreu n’a jamais confirmé.
M. Panetta a indiqué que Washington partageait le souci d’Israël de "tout" faire "pour s’assurer que des armes telles que les missiles SA-17, ou des armes chimiques, ne tombent pas entre les mains de terroristes".
A son arrivée à Damas, l’un des principaux dirigeants iraniens a réaffirmé le soutien de son pays à la Syrie, dont il est le principal allié régional.
"Nous apporterons tout notre soutien pour que la Syrie reste ferme et capable de faire front à tous les complots des arrogants", a déclaré Saïd Jalili, secrétaire du Conseil suprême de la sécurité nationale, cité par la télévision d’Etat. Le terme d’"arrogant" est généralement utilisé par Téhéran pour désigner les puissances occidentales.
Sur le terrain, au moins 20 soldats syriens ont été tués samedi dans deux attentats suicide à la voiture piégée visant l’enceinte d’un club d’officiers à Deraa, dans le sud, a rapporté une ONG.
Au total, les violences ont fait samedi 49 morts, dont 29 soldats, 13 civils et sept rebelles, selon un bilan provisoire de l’Observatoire syrien des droits de l’Homme (OSDH) qui se base sur un réseau de militants et de médecins dans les hôpitaux civils et militaires.
Les rebelles ont marqué un nouveau point en s’emparant de Cheikh Saïd, un quartier au sud d’Alep (nord), selon des habitants et l’OSDH.
معاذ الخطيب يتلقى دعوة من لافروف لزيارة موسكو ويستعد للقاء صالحي
أعلن زعيم "الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعاه لزيارة موسكو.
وقال الخطيب إنه تلقى "دعوة واضحة" من لافروف لزيارة العاصمة الروسية وهي خطوة قد تساعد في تمهيد الطريق إلى إيحاد حل للأزمة السورية، مضيفاً "لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل".
وكان لافروف قد التقى الخطيب للمرة الاولى على هامش المؤتمر حول الامن في ميونيخ.
وأفاد مصدر ديبلوماسي أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سيلتقي الخطيب سيلتقي في وقت لاحق في ميونيخ.
(رويترز، روسيا اليوم)
أعلن زعيم "الائتلاف الوطني السوري" المعارض معاذ الخطيب ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعاه لزيارة موسكو.
وقال الخطيب إنه تلقى "دعوة واضحة" من لافروف لزيارة العاصمة الروسية وهي خطوة قد تساعد في تمهيد الطريق إلى إيحاد حل للأزمة السورية، مضيفاً "لدى روسيا رؤية معينة لكننا نرحب بالمفاوضات لتخفيف الأزمة ويجب مناقشة الكثير من التفاصيل".
وكان لافروف قد التقى الخطيب للمرة الاولى على هامش المؤتمر حول الامن في ميونيخ.
وأفاد مصدر ديبلوماسي أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سيلتقي الخطيب سيلتقي في وقت لاحق في ميونيخ.
(رويترز، روسيا اليوم)
جو بايدن يأمل في أن يعزز المجتمع الدولي دعمه للمعارضة السورية
أعرب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، في ميونيخ عن أمله في أن يعزز المجتمع الدولي، دعمه للمعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي "لم يعد قادراً على قيادة الأمة".
وقال بايدن "إننا نعمل معا، مع شركائنا، لكي تصبح (المعارضة السورية) أكثر وحدة وأكثر تضامنا"، من دون أي تفاصيل أخرى، وذلك أمام مسؤولين من عدة دول مجتمعين في إطار مؤتمر حول الأمن.
وسيجري جو بايدن محادثات حول سوريا خلال النهار، مع رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض احمد معاذ الخطيب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاءات ثنائية. وأشار إلى أن "اختلافات كبرى" لا تزال موجودة بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا من بين ملفات دولية كبرى.
وأضاف "نحن مقتنعون بأن (الرئيس السوري) بشار الأسد طاغية مصمم على البقاء في السلطة، لكنه لم يعد قادرا على قيادة الأمة".
وتابع "يمكن أن نتفق حول أن الشعب السوري يعاني"، داعيا المجتمع الدولي إلى تعزيز المساعدة للسوريين.
(ا ف ب)
***
حــــــذار الـحــمــــــاقــــــة !
ميشيل كيلو
هَجَّرَت مدفعيةُ النظام عددا كبيرا من مسيحيي مدينة حمص، وهجرت تصرفاته العنيفة أعدادا لا يستهان بها من مسيحيي حماه، وذهب هؤلاء وأولئك إلى منطقة وادي العيون ووادي النصارى، التي يقطنها مئات آلاف المسيحيين الأرثوذكس، حتى ليقدر من فيهما بنيف وقرابة ثمانمائة الف مواطنة ومواطن .
وكان النظام قد حاول استغلال هذا الوضع بترويج انباء كاذبة حول قيام « الارهابيين » بتهجير المسيحيين من حمص، غير ان منتسبي الجيش الحر من مسيحيي المدينة نقلوا صورة حقيقية لما جرى تقول إن التهجير تم بسبب القصف المدفعي والصاروخي الرسمي، وان من غادر حارته او بيته تلقى وثيقة تتضمن تعهدا بأن يغادره ساكنوه من ابناء الأحياء الاخرى، الذين اضطرهم القصف عينه لهجر منازلهم واللجوء إلى أحياء المسيحيين، بمجرد عودة اصحابها او اي فرد منهم إليها، بينما أجرت لجان شعبية جردا لما في البيوت من أثاث وأدوات كهربائية وتجهيزات، وتمت بالفعل إعادة المنازل إلى أصحابها، حين عاد هؤلاء ولو لبضعة ايام إلى مدينتهم من المناطق التي تم تهجيرهم اليها .
وحدث شيء مخيف كذلك، هو أن بعض الكتائب الجهادية هدد المسيحيين في منطقة الغاب، وبالتحديد في بلدتي محرده والسقيلبية وسط سوريا، بالويل والثبور وعظائم الامور، إن لم يطردوا عسكر النظام وشبيحته من بلدتيهما، الامر الذي أثار موجة ذعر كبيرة بين الأهالي، الذين لم يشاركوا يوما في القتال ضد « الكتائب » او « الجيش الحر »، وقاموا بإيواء الآلاف من اخوانهم مسلمي منطقة الغاب وقراها في بيوتهم، واكرموا وفادتهم وعاشوا معهم على « الحلوة والمرة »، كما يقول اللسان العربي، عندما هجرهم النظام بالقوة من قراهم على الجانب الشرقي من الغاب وخاصة من قلعة المضيق. هذا التهديد استغلته السلطة للزعم بأن هناك مخططا اصوليا لتهجير المسيحيين من وطنهم يشبه تهجير مسيحيي العراق على يد هؤلاء، وبأن القوى التي فعلت ذلك هناك ستقوم به هنا، وزاد من تأكيدها على هذه الاكذوبة ان مسيحيي قرية « المسمية » الحورانية في اقصى جنوب سوريا تلقوا تهديدات مماثلة من « جبهة النصرة » طاولت وجودهم فيها، بحجة انهم يدعمون الشبيحة وجيش النظام .
لمن لا يعلم من « جبهة النصرة » وغيرها من الجبهات : تضم منطقة وادي النصارى اكبر تجمع مسيحي في المشرق العربي، وهي على تماس يومي مع مناطق مسيحية في لبنان، لذلك فكر الفرنسيون بضمها إلى دولة مسيحية هناك مقابل ضم طرابلس والمناطق المسلمة المحيطة بها الى سوريا، لخلق أغلبية مسيحية كاسحة في بلاد الارز. ولولا مقاومة مسيحيي الواديين وموقف الموارنة الذين ربما خافوا الغلبة العددية الأرثوذكسية، وخشوا فقدان مكانتهم المميزة بين نصارى لبنان، لربما كان المخطط قد نفذ. إذا أضفنا إلى ذلك أن بعض المتعاونين مع السلطة من عملائها المسيحيين، شرعوا يحرضون سكان الواديين على طلب السلاح وتدريب عشرات الآلاف من شبابهم على استعماله، وانه يوجد الى جانب هؤلاء عشرات آلاف الشبان المدربين عسكريا بحكم خدمتهم في الجيش والقوات المسلحة، وراعينا أن المنطقة واسعة المساحة وفيها كتلة مسيحية تكاد تكون خالصة، وانها تشطر أو يمكن أن تشطر وسط سوريا وتقطع طريق حلب عند حمص وحماه، وطريق اللاذقية ومدينة طرطوس في الساحل، أدركنا أية حماقة تكمن في دفع هؤلاء السوريين إلى احضان النظام، وفي قتالهم إلى جانبه، ومن إطالة لامد الحرب وتحويلها إلى حرب أهلية بأسوأ معاني الكلمة، وأخيرا من خلق شريط أرضي واسع جدا وجبلي يربط طرطوس بحمص، التي قيل لبعض الوقت إن معظم سكانها قد هجروا او طردوا منها لانها ستكون عاصمة دولة علوية، لن تقتصر، على انضمام الواديين، الى الشريط الساحلي، وانما ستقوم في القسم الشمالي الغربي والأوسط من سوريا، لتقطعها إلى نصفين ستتحكم فيهما تحكما مفتوحا، ادركنا أية جريمة يرتكبها المتطرفون بحق وطننا وشعبنا إن هم هاجموا محردة والسقيلبية والمسمية، علما بأن هزيمة من سيقاتلونهم من المسيحيين هنا لن تكون سهلة. إن نحن تجاهلنا معنى نشوب معركة بهذه الأبعاد وعلى هذا القدر من التشابك مع اوضاع بلدان مجاورة وخطط تعدها دول كبرى تعمل بصورة تكاد تكون علنية لتقطيع بلادنا واعادة تركيبها كفيدرالية اقليات وطوائف. بعد حرب أهلية طويلة يجب فعل المستحيل كي لا تنشب في وطننا، لاي سبب كان، بما في ذلك سياسات التهديد والوعيد الطائفية والمذهبية العمياء، التي لا تراعي مواطنة او شراكة في وطن او دين او شراكة تاريخية وانسانية بين بنات وابناء الوطن الواحد .
بذل شعبنا قدرا من التضحيات يُلزِمُنا جميعا بالحرص على انتصاره، فلا يجوز بأي حال ان يُخضِعَ مصيرَهُ لهذا القدر المخيف من الاستهتار والاستخفاف، كي لا تتبدل موازين القوى تبدلا حاسما وانقلابيا بينه وبين النظام، ويكون لحكامه فرصة القضاء عليه اليوم مثلما قضوا عليه العام 1982.
هل يحق لنا تجاهل ما يجري، لأي سبب كان، إن كانت هذه مساراته ونتائجه؟ وهل يحق لأي فصيل تهديد انجازات شعب قدم الغالي والنفيس في سبيلها، وكاد يجني ثمرتها الرئيسة : حريته وكرامته، لمجرد انه قرر منفردا وبد ادنى من الشعور بالمسؤولية القيام بحملات تطهير مذهبي لا تسوغه ثورة ولا يقره خلق او دين ولا تجيزه ضرورات الانتصار في معركة الموت والحياة التي يخوضها شعبنا؟ وهل يحق، اخيرا، لأي كان، إبقاء هذه الأسئلة من دون جواب عملي وحاسم، واتخاذ موقف المتفرج منها؟ وهل يحق أخيرا لهيئات التمثيل الوطني السوري، كـ« الائتلاف الوطني » و« القيادة العسكرية العليا المشتركة » السكوت عليها أو على من يهددون وحدتنا الوطنية؟
هل يجوز لثورة تعد نفسها بهزيمة نظام استبدادي متمكن ان تفتقر الى نواظم ومعايير سياسية واجرائية ملزمة لجميع اطرافها وفصائلها، تتصل بوحدة وسلامة الجماعة الوطنية بمختلف مكوناتها؟ وهل يحق لها السكوت عن تصرفات طرف منها، ايا كان حجمه ودوره، تهدد هذه الوحدة وقد تقلب علاقات القوى لمصلحة النظام؟ الا يجب ان يكون ما حدث حافزا يدفعنا الى وضع هذه المعايير، كي لا تتكرر غلطة السقيلبية ومحردة والمسمية، خاصة ان النظام يمكن أن يفتعل أحداثا تدفع الأمور نحو مزيد من الخراب الذي لا يمكن إصلاحه وسيورثنا معضلات ستعرقل عودتنا إلى حالنا الطبيعية كشعب، بعد أن نتخلص منه؟
ليست الثورة بحاجة إلى مشاكل فرعية تنهمك فيها فتستنزف جزءا مهما من قدراتها وطاقاتها، وتخلق تناقضات بين اطرافها لا يعلم احد ما قد يترتب عليها من نتائج وخيمة قد تودي بحياة عدد كبير من مواطنينا، يضاف الى أعداد من تقتلهم السلطة يوميا. ولا بد من توجيه جميع الجهود الى الهدف الرئيس، الذي يجب أن لا يكون لدينا اي هدف سواه، الا وهو : انتقال بلادنا الى الديموقراطية في اطار وحدة دولتنا ومجتمعنا، وإلا كان انتصارنا غير مضمون. بغير ذلك، سنقتل حلمنا في الحرية بايدينا، وسنعود الى عبودية يستشهد الآلاف منا كل اسبوع في سبيل التحرر منها، ويعد قضاؤنا عليها التعبير الرئيس عن إرادتنا الوطنية الجامعة، التي لا يجوز لأي منا أن يشذ عنها لأي سبب أو حساب جزئي كان، ما دام انتصارنا محالا بجهد أي تنظيم بمفرده !
أعرب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، في ميونيخ عن أمله في أن يعزز المجتمع الدولي، دعمه للمعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي "لم يعد قادراً على قيادة الأمة".
وقال بايدن "إننا نعمل معا، مع شركائنا، لكي تصبح (المعارضة السورية) أكثر وحدة وأكثر تضامنا"، من دون أي تفاصيل أخرى، وذلك أمام مسؤولين من عدة دول مجتمعين في إطار مؤتمر حول الأمن.
وسيجري جو بايدن محادثات حول سوريا خلال النهار، مع رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض احمد معاذ الخطيب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاءات ثنائية. وأشار إلى أن "اختلافات كبرى" لا تزال موجودة بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا من بين ملفات دولية كبرى.
وأضاف "نحن مقتنعون بأن (الرئيس السوري) بشار الأسد طاغية مصمم على البقاء في السلطة، لكنه لم يعد قادرا على قيادة الأمة".
وتابع "يمكن أن نتفق حول أن الشعب السوري يعاني"، داعيا المجتمع الدولي إلى تعزيز المساعدة للسوريين.
(ا ف ب)
***
حــــــذار الـحــمــــــاقــــــة !
ميشيل كيلو
هَجَّرَت مدفعيةُ النظام عددا كبيرا من مسيحيي مدينة حمص، وهجرت تصرفاته العنيفة أعدادا لا يستهان بها من مسيحيي حماه، وذهب هؤلاء وأولئك إلى منطقة وادي العيون ووادي النصارى، التي يقطنها مئات آلاف المسيحيين الأرثوذكس، حتى ليقدر من فيهما بنيف وقرابة ثمانمائة الف مواطنة ومواطن .
وكان النظام قد حاول استغلال هذا الوضع بترويج انباء كاذبة حول قيام « الارهابيين » بتهجير المسيحيين من حمص، غير ان منتسبي الجيش الحر من مسيحيي المدينة نقلوا صورة حقيقية لما جرى تقول إن التهجير تم بسبب القصف المدفعي والصاروخي الرسمي، وان من غادر حارته او بيته تلقى وثيقة تتضمن تعهدا بأن يغادره ساكنوه من ابناء الأحياء الاخرى، الذين اضطرهم القصف عينه لهجر منازلهم واللجوء إلى أحياء المسيحيين، بمجرد عودة اصحابها او اي فرد منهم إليها، بينما أجرت لجان شعبية جردا لما في البيوت من أثاث وأدوات كهربائية وتجهيزات، وتمت بالفعل إعادة المنازل إلى أصحابها، حين عاد هؤلاء ولو لبضعة ايام إلى مدينتهم من المناطق التي تم تهجيرهم اليها .
وحدث شيء مخيف كذلك، هو أن بعض الكتائب الجهادية هدد المسيحيين في منطقة الغاب، وبالتحديد في بلدتي محرده والسقيلبية وسط سوريا، بالويل والثبور وعظائم الامور، إن لم يطردوا عسكر النظام وشبيحته من بلدتيهما، الامر الذي أثار موجة ذعر كبيرة بين الأهالي، الذين لم يشاركوا يوما في القتال ضد « الكتائب » او « الجيش الحر »، وقاموا بإيواء الآلاف من اخوانهم مسلمي منطقة الغاب وقراها في بيوتهم، واكرموا وفادتهم وعاشوا معهم على « الحلوة والمرة »، كما يقول اللسان العربي، عندما هجرهم النظام بالقوة من قراهم على الجانب الشرقي من الغاب وخاصة من قلعة المضيق. هذا التهديد استغلته السلطة للزعم بأن هناك مخططا اصوليا لتهجير المسيحيين من وطنهم يشبه تهجير مسيحيي العراق على يد هؤلاء، وبأن القوى التي فعلت ذلك هناك ستقوم به هنا، وزاد من تأكيدها على هذه الاكذوبة ان مسيحيي قرية « المسمية » الحورانية في اقصى جنوب سوريا تلقوا تهديدات مماثلة من « جبهة النصرة » طاولت وجودهم فيها، بحجة انهم يدعمون الشبيحة وجيش النظام .
لمن لا يعلم من « جبهة النصرة » وغيرها من الجبهات : تضم منطقة وادي النصارى اكبر تجمع مسيحي في المشرق العربي، وهي على تماس يومي مع مناطق مسيحية في لبنان، لذلك فكر الفرنسيون بضمها إلى دولة مسيحية هناك مقابل ضم طرابلس والمناطق المسلمة المحيطة بها الى سوريا، لخلق أغلبية مسيحية كاسحة في بلاد الارز. ولولا مقاومة مسيحيي الواديين وموقف الموارنة الذين ربما خافوا الغلبة العددية الأرثوذكسية، وخشوا فقدان مكانتهم المميزة بين نصارى لبنان، لربما كان المخطط قد نفذ. إذا أضفنا إلى ذلك أن بعض المتعاونين مع السلطة من عملائها المسيحيين، شرعوا يحرضون سكان الواديين على طلب السلاح وتدريب عشرات الآلاف من شبابهم على استعماله، وانه يوجد الى جانب هؤلاء عشرات آلاف الشبان المدربين عسكريا بحكم خدمتهم في الجيش والقوات المسلحة، وراعينا أن المنطقة واسعة المساحة وفيها كتلة مسيحية تكاد تكون خالصة، وانها تشطر أو يمكن أن تشطر وسط سوريا وتقطع طريق حلب عند حمص وحماه، وطريق اللاذقية ومدينة طرطوس في الساحل، أدركنا أية حماقة تكمن في دفع هؤلاء السوريين إلى احضان النظام، وفي قتالهم إلى جانبه، ومن إطالة لامد الحرب وتحويلها إلى حرب أهلية بأسوأ معاني الكلمة، وأخيرا من خلق شريط أرضي واسع جدا وجبلي يربط طرطوس بحمص، التي قيل لبعض الوقت إن معظم سكانها قد هجروا او طردوا منها لانها ستكون عاصمة دولة علوية، لن تقتصر، على انضمام الواديين، الى الشريط الساحلي، وانما ستقوم في القسم الشمالي الغربي والأوسط من سوريا، لتقطعها إلى نصفين ستتحكم فيهما تحكما مفتوحا، ادركنا أية جريمة يرتكبها المتطرفون بحق وطننا وشعبنا إن هم هاجموا محردة والسقيلبية والمسمية، علما بأن هزيمة من سيقاتلونهم من المسيحيين هنا لن تكون سهلة. إن نحن تجاهلنا معنى نشوب معركة بهذه الأبعاد وعلى هذا القدر من التشابك مع اوضاع بلدان مجاورة وخطط تعدها دول كبرى تعمل بصورة تكاد تكون علنية لتقطيع بلادنا واعادة تركيبها كفيدرالية اقليات وطوائف. بعد حرب أهلية طويلة يجب فعل المستحيل كي لا تنشب في وطننا، لاي سبب كان، بما في ذلك سياسات التهديد والوعيد الطائفية والمذهبية العمياء، التي لا تراعي مواطنة او شراكة في وطن او دين او شراكة تاريخية وانسانية بين بنات وابناء الوطن الواحد .
بذل شعبنا قدرا من التضحيات يُلزِمُنا جميعا بالحرص على انتصاره، فلا يجوز بأي حال ان يُخضِعَ مصيرَهُ لهذا القدر المخيف من الاستهتار والاستخفاف، كي لا تتبدل موازين القوى تبدلا حاسما وانقلابيا بينه وبين النظام، ويكون لحكامه فرصة القضاء عليه اليوم مثلما قضوا عليه العام 1982.
هل يحق لنا تجاهل ما يجري، لأي سبب كان، إن كانت هذه مساراته ونتائجه؟ وهل يحق لأي فصيل تهديد انجازات شعب قدم الغالي والنفيس في سبيلها، وكاد يجني ثمرتها الرئيسة : حريته وكرامته، لمجرد انه قرر منفردا وبد ادنى من الشعور بالمسؤولية القيام بحملات تطهير مذهبي لا تسوغه ثورة ولا يقره خلق او دين ولا تجيزه ضرورات الانتصار في معركة الموت والحياة التي يخوضها شعبنا؟ وهل يحق، اخيرا، لأي كان، إبقاء هذه الأسئلة من دون جواب عملي وحاسم، واتخاذ موقف المتفرج منها؟ وهل يحق أخيرا لهيئات التمثيل الوطني السوري، كـ« الائتلاف الوطني » و« القيادة العسكرية العليا المشتركة » السكوت عليها أو على من يهددون وحدتنا الوطنية؟
هل يجوز لثورة تعد نفسها بهزيمة نظام استبدادي متمكن ان تفتقر الى نواظم ومعايير سياسية واجرائية ملزمة لجميع اطرافها وفصائلها، تتصل بوحدة وسلامة الجماعة الوطنية بمختلف مكوناتها؟ وهل يحق لها السكوت عن تصرفات طرف منها، ايا كان حجمه ودوره، تهدد هذه الوحدة وقد تقلب علاقات القوى لمصلحة النظام؟ الا يجب ان يكون ما حدث حافزا يدفعنا الى وضع هذه المعايير، كي لا تتكرر غلطة السقيلبية ومحردة والمسمية، خاصة ان النظام يمكن أن يفتعل أحداثا تدفع الأمور نحو مزيد من الخراب الذي لا يمكن إصلاحه وسيورثنا معضلات ستعرقل عودتنا إلى حالنا الطبيعية كشعب، بعد أن نتخلص منه؟
ليست الثورة بحاجة إلى مشاكل فرعية تنهمك فيها فتستنزف جزءا مهما من قدراتها وطاقاتها، وتخلق تناقضات بين اطرافها لا يعلم احد ما قد يترتب عليها من نتائج وخيمة قد تودي بحياة عدد كبير من مواطنينا، يضاف الى أعداد من تقتلهم السلطة يوميا. ولا بد من توجيه جميع الجهود الى الهدف الرئيس، الذي يجب أن لا يكون لدينا اي هدف سواه، الا وهو : انتقال بلادنا الى الديموقراطية في اطار وحدة دولتنا ومجتمعنا، وإلا كان انتصارنا غير مضمون. بغير ذلك، سنقتل حلمنا في الحرية بايدينا، وسنعود الى عبودية يستشهد الآلاف منا كل اسبوع في سبيل التحرر منها، ويعد قضاؤنا عليها التعبير الرئيس عن إرادتنا الوطنية الجامعة، التي لا يجوز لأي منا أن يشذ عنها لأي سبب أو حساب جزئي كان، ما دام انتصارنا محالا بجهد أي تنظيم بمفرده !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire